الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

أبو العربي و الكاكاو




يوم الخميس بليل ... في البيت
أبو العربي قاعد قدام التلفزيون ومعاه ( ماج كاكاو باللبن) وقاعد يقلب بالرموت لغاية لما زهق من الدش وهو بيقلب شاف خبر علي قناة الجزيرة بيقولوا ان مصر هتعمل جدار عازل عشان توقف الأنفاق اللي بين مصر وغزة . قال ايه عشان ميهربوش سلاح للإرهابيين ...أبو العربي يدعك في عنيه ... ويسلك في ودانه ...
وبدأ يكلم نفسه ..وفيها ايه لما نهرب سلاح هما مش مسلمين زينا ... واليهود ولاد الـ... دول مش كل يوم يموتو في إخوانا المسلمين .... طيب إيه المشكلة بالزبط ... يمكن أنا مخي علي قدي ومش فاهم ايه اللي بيحصل ؟؟؟؟؟؟؟؟وقطع تفكير أبو العربي مشهد مظاهرات في فلسطين تندد بهذا الجدار الظالم .... وصور محمد الدرة وإيمان حجو؛ والشيخ يس بدات تظهر قدامه .... وراح أبو العربي في السرحان وتخيل نفسه وهو ماسك حجر بايده ولابس الكوفيه الفلسطينية والرصاص عمال يطير من جنبه يمين وشمال ... وأبو العربي يكبر ( بيقول الله أكبر يعني )ويحدف بالطوب علي اليهود .. وحواليه الشباب الرجالة اللي واقفين في وش اليهود مش خايفين من الرصاص ولا النار .... ومن بعيد لمح أبو العربي المسجد الأقصي .... لمعت عين أبو العربي بالدموع ... وسرت في جسده رعشة عجيبة هزت كيانه .. ودارت الأرض من تحت قدميه ... فلم يعد يري أمامه سوي مشهد واحد فقط ؛ مشهد المسجد الأقصي ؛ولم يعد يسمع صوت الرصاص والقنابل .. ولم يشعر أبو العربي بنفسه إلا وقدميه تسبق الريح ليذهب الي المسجد الأقصي .... ووجد أمامه دبابة أسرائلية ترفع هذا العلم القبيح وتحول دون وصوله الي بغيته ... أبو العربي دار حولها يريد أن يتخطاها ؛؛؛؛؛؛ لكن الرصاص بدا يتطاير حوله ؛؛ غير أنا أبو العربي لم يشعر به وظل يجري نحو المسجد الأقصي يريد ان يتخطي الجنود ... وظهر أمامه جندي إسرائيلي .... فدفعه ابو العربي جانبا .. يريد الوصول ... والمسجد يقترب . وقلب أبو العربي ينتفض واخترقت رصاصه قدمه .. لم يشعر بالألم ... تقدم أكثر فإذا برصاصة أخري تخترق ذراعه ... ولم يشعر ابو العربي الا بشئ كوخز الأبر ... وانطلق أبو العربي والدماء تنزف منه .. وهو يكبر يريد الوصول فعاجلته رصاصة ثالثة أستقرت بقلبه .

... نعم بقلبه الذي يمتلئ بحب المسجد الأقصي ....
قلبه الذي لايعرف فلسفة الساسة ..وسفسطة الدبلوماسين .. وعمالة الأنظمة ....
سقط أبو العربي أرضا وسقط من يده الحجر
...وفجأة !!!!.شعر أبو العربي بنار تشتعل في قدمه ؛ فإذا بكوب الكاكاو الساخن قد وقع علي قدميه وصوت نهاية النشرة الأخبارية يرن في إذنيه .. وقام يتحسس أبو العربي نفسه .. فلم يجد أثار رصاص ولا دماء .... فنظر الي (ماج الكاكاو )الذي بين يديه .. ثم قال "ان قادتنا الآن اشبه بالماج الفاضي معدش عندهم حاجة يعملوها ... غير انهم يتشطرو علي شعب فلسطين وبس كاتهم خيبة "
... وقرر أبو العربي أن يساهم كل يوم بجزء من فلوسه لفلسطين
( تحية كبيرة لأبو العربي .. الشاب الجدع )
3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق